نحن بحاجة لرجل قتل الجوع وأحيا جثة البرلمان
يمنات
أشرف الكبسي
عزيزي النائب والمناضل والإنسان أحمد سيف حاشد..
ربما كان علي أن أعتذر عن حصتي من مجموع خذلانك ، أو أن أدعوك للكف عن “غانديتك” حرصا على “سلامتك” تحت القصف والكوليرا والفساد وصراع القيم والأمعاء الخاوية..
ها أنا أنظر إليك وأرقب ضميري ، وﺧﻼﻓﺎ ﻟﻚ، ﻟﻢ ﺃﻋﺪ ﺃﺩﺭﻱ ﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﺻﻮﺍﺑﻲ .. ﻫﻞ اﺭﺗﺪﻱ ﺗﻀﺤﻴﺘﻲ ﻭﺃﻧﻀﻢ ﺇﻟﻴﻚ ﻟﺘﻘﻮﻳﺾ ﻓﺘﻮﺭ ﺑﻦ ﺣﺒﺘﻮﺭ، ﻭﻟﻨﻨﺘﺰﻉ ﻣﻌﺎ ﻣﺮﺗﺒﺎﺗﻨﺎ ﻣﻦ ﻋﻴﻮﻥ ﺟﻠﻴﺪﺍﻥ ﻭﺷﻌﺒﺎﻥ .. ﺃﻡ ﺃﺣﻤﻞ ﺑﻨﺪﻗﻴﺘﻲ ﻭﺃﺫﻫﺐ ﺻﻮﺏ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻷﻧﺘﺰﻉ ﻭﻃﻨﻲ ﻣﻦ ﻋﻴﻮﻥ ﺯﺍﻳﺪ ﻭﺳﻠﻤﺎﻥ..؟! ﻻ ﺗﺘﻌﺠﻞ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ .. ﻓﺎﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺗﻄﻮﻝ، ﻭﻟﻢ ﺃﻣﺘﻠﻚ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﺷﺠﺎﻋﺘﻲ..!
أتعرف .. لا أكاد أختلف معك في شيء، لكني أختلف معي في كل شيء .. وهنا تكمن مشكلتنا معا .. وهذا ليس تبريرا لائقا لتركك هناك تحمل الفضائل منفردا وتجوع طواعية لأجل الجميع الذي يجوع قسرا .. وربما يشبع!
مالي أراك يا صديقي مختلفا ونزيها أكثر مما ينبغي لسياسي يمني .. فساستنا كما تعلم لا يجيدون التضحية إلا في خطاباتهم الانتخابية القصيرة ولا يجيدون الجوع حتى في رمضان الطويل.!؟
هل حقا كان على غاندي أن يموت جوعا، ليأكل مليار هندي الأرز والتوابل وينهمكون في الرقص مع الفيلة والتصفيق لكاترينا كايف وسلمان خان..؟ ربما!
كان غاندي يؤمن بالساتياغراها “قوة الحب” لكننا هنا يا سيدي نؤمن بكل القوى إلا تلك .. ونهزأ كثيرا بالحب .. كم مرة سمعتنا نتحدث عن الحب..؟
كن بخير يا صديقي .. وتعافى لأجلنا، فلسنا بحاجة لجثة رجل مات جوعا تحت قبة البرلمان، بل لرجل قتل الجوع وأحيا جثة البرلمان..!